الجزائر: بسبب مقال ساخر، محاكمة صحفي يبلغ من العمر 77 عاماً
تستنكر مراسلون بلا حدود الإجراء غير المتناسب الذي يطال الصحفي الجزائري الشهير سعد بوعقبة، الذي يواجه محنة قضائية بسبب عمود رأي.
بعد قضائه 48 ساعة قيد الاحتجاز لدى الشرطة، وُجهت للصحفي والكاتب الشهير سعد بوعقبة في 6 فبراير/شباط 2022 تهم على أساس قانون الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتها، كما وُضع تحت الرقابة القضائية مع منعه من مغادرة التراب الوطني، وذلك بعد أربعة أيام من نشره عموداً بعنوان "بعيداً عن السياسة" على موقع المدار، تطرق فيه إلى ما اعتبره علاقات غامضة بين السلطة و المواطنين، وهو المقال الذي أثار جدلاً واسعاً في البلاد، حيث اعتبره البعض مسيئاً، بينما رأى فيها البعض الآخر ضرباً من ضروب التخبط.
وفي هذا الصدد، قال خالد درارني، ممثل مراسلون بلا حدود في شمال أفريقيا: "لا يتعلق الأمر بالدفاع عن نوع السخرية التي يستخدمها سعد بوعقبة، بقدر ما يتعلق بضمان حق كل كاتب وصحفي في أن يكون قادراً على إبداء رأيه. فالإجراءات القانونية المتخذة ضدهذا الصحفي الشهير غير متناسبة على الإطلاق. فليس من المعقول في شيء تجريم عمل كاتب رأي ذائع الصيت، وصحفي راكم خبرته على مدى 50 عاماً من العمل في المجال الإعلامي. بيد أن هذا التجريم هدفه هو إيصال فكرة مفادها أن أي مقال رأي من شأنه أن يكلف صاحبه المتابعة القضائية".
بدأ سعد بوعقبة، 77 عاماً، مسيرته الصحفية في سبعينيات القرن الماضي بالعمل في وسائل الإعلام العمومية بالجزائر، ولا سيما صحيفتي المجاهد والشعب، ثم اشتهر بعموديه "نقطة نظام" و"صياح الديك" في عدة صحف يومية، من بينها الشروق والخبر. وقد اعتذر الصحفي عن عموده الأخير، موضحاً أن الانتقادات التي واجهها بسببه كانت ناتجة عن "سوء الفهم"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لم يقصد إيذاء أحد أو الإساءة إلى أحد.