مظاهرات العراق: اقتحام ونهب ثلاث منشآت إعلامية على الأقل في غضون 24 ساعة
تدين مراسلون بلا حدود الهجمات العنيفة التي تهدف بوضوح إلى إسكات الصحافة في العراق، حيث هاجم مسلحون عدة منشآت إعلامية في بغداد خلال الأيام القليلة الماضية، بينما تتواصل موجة المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت قبل أسبوع في مختلف أنحاء البلاد.
اقتحم عدة ملثمين مدججين بالسلاح مكتب قناة العربية (الممولة من الحكومة السعودية) يوم السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول في بغداد، حيث سجلت كاميرات المراقبة المشهد بأكمله: فقد شوهد موظف القناة وهو يرفع يديه عالياً قبل أن يجثو على ركبتيه، بينما شرع المقتحمون في سحب الكابلات من أجهزة الكمبيوتر وتخريب الشاشات وحجب الكاميرات.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، "إن هذه الهجمات المنسقة والمتعمدة، التي تتسم بحدَّة نادرة، غير مقبولة بتاتاً ومقلقة للغاية"، مضيفة أن "وسائل الإعلام لم تعد مُستهدفة على الميدان فحسب، بل أضحت مهددة في عقر دارها أيضاً، مما يزيد من عرقلة عملها المتمثل في تغطية الأحداث التي تشهدها البلاد".
هذا ولم تقتصر الهجمات على قناة العربية لوحدها. ففي اليوم التالي، أقدم ملثمون مجهولون على إحراق مبنى قناة دجلة الفضائية بالعاصمة بغداد. وفور وقوع الحادث، أصدرت مؤسسة دجلة للإعلام (التي تدير القناة) بيانًا تدين فيه هذه الجريمة، معتبرة أن "هذه الممارسات تندرج ضمن سياسة تكميم الأفواه، لقتل صوت الإعلام الحر".
وبدوره، تعرض مقر قناة NRT في بغداد لهجوم ترتب عنه نهب وسلب وتوقف قسري للبث. وبعد فترة وجيزة من الانقطاع، وعدت القناة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك بعودة برامجها إلى وضعها الطبيعي، حيث نشرت عبارة "انتظرونا سنعاود بثنا" مرفقة بوسم #لن_تسكتونا.
من جهتها، أكدت قناة الغد إصابة أعضاء من طاقمها على أيدي مسلحين مجهولين، حيث نشرت مقطع فيديو تُخبر فيه المذيعة أن ضيف القناة لم يتمكن من الوصول إلى الاستوديو بسبب الاشتباكات المستمرة في محيط المنطقة حيث مقر المحطة التلفزيونية.
ووفقًا لآخر المعلومات المتوفرة لدى منظمة مراسلون بلا حدود، أقدمت السلطات على تعطيل خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، باستثناء إقليم كردستان، وذلك بعد حجب بعض مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي.
يُذكر أن العراق يقبع في المرتبة 156 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.