مصر: مراسلون بلا حدود تناشد مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالتعذيب للنظر في محنة محمد "أكسجين" داخل السجن
يتعرض المدون محمد إبراهيم رضوان، المعروف باسمه المستعار محمد "أكسجين"، والمحتجز منذ خمس سنوات، لسلسلة من التعذيب الجسدي والنفسي غير المقبول. وفي هذا الصدد، تناشد مراسلون بلا حدود المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، وغيرها من الآليات المختصة في الأمم المتحدة.
بين زنزانة بلا نافذة ومليئة بالفئران والصراصير والحشرات الطائرة، والاحتجاز المستمر في مساحة لا تتجاوز 1.5 × 1.5 متر منذ يوليو/تموز 2023، وأضواء مضاءة في النهار والليل، يعيش محمد أكسجين ، مؤسس المدونة الإخبارية أكسجين مصر، والفائز بجائزة الشجاعة في مراسلون بلا حدود في عام 2023، ظروف احتجاز قاسية في سجن بدر بالقاهرة. وإذ تعرب مراسلون بلا حدود عن خوفها على حياته، فإنها طالبت بتدخل مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالتعذيب، أليس جيل إدواردز وغيرها من آليات متخصصة في الأمم المتحدة.
وفي تصريح لمنظمة مراسلون بلا حدود، قالت الصحفية عبير الصفتي، وهي زميلة سابقة لأكسجين، إن "ظروف حبس محمد ضرب من ضروب التعذيب الجسدي والنفسي"، مضيفة أن آثار الإنهاك كانت بادية عليه خلال الزيارة الأخيرة التي تلقاها من أسرته، إذ كان جسده مغطى ببثور ولدغات حشرات من جميع الأنواع، حيث أوضح لأقاربه أنه قرَّر التوقف عن تناول الطعام اعتباراً من 13 أبريل/نيسان، احتجاجاً على ظروف احتجازه اللاإنسانية والمهينة. وأكدت عبير الصفتي أنها قلقة جداً عليه، مضيفة أن "المخاوف بشأن محاولة انتحار أخرى" بدأت تلوح في الأفق، علماً أن محمد كان قد حاول الانتحار داخل زنزانته في يوليو/تموز 2021، متأثراً بقساوة ظروف احتجازه التعسفي.
ووفقاً للمعلومات التي استقتها مراسلون بلا حدود، لم تقدم إدارة السجن أي رعاية طبية للمدون المسجون، حيث رفضت الاعتراف بالظروف غير الصحية للمنشأة، كما تجاهلت إضراب محمد أكسجين عن الطعام.
"يواصل محمد أكسجين دفع ثمن شجاعته. فمنذ اعتقاله الأول قبل نحو 7 أعوام، تعرَّض المدون المصري لظروف غير إنسانية ومهينة. ومن خلال أساليب التعذيب التي تطاله، فإن السلطات مصممة على دفعه إلى أقصى حد ممكن، ولذا فإننا نشعر بقلق بالغ على حياة محمد أوكسيجين، الذي بدأ للأسف الشديد إضراباً عن الطعام لإسماع صوته. يجب أن تنتهي هذه المحنة التي تطاله. وفي هذا الصدد، تناشد مراسلون بلا حدود مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب بالإضافة إلى الهيئات المختصة الأخرى في الأمم المتحدة.
حبس انفرادي بعد 5 أعوام خلف القضبان
يُذكر أن محمد "أكسجين" كان قد اعتُقل لأول مرة في عام 2018، على خلفية تقرير عن اختلالات في عملية انتخاب عبد الفتاح السيسي، وقد أُطلق سراحه في 31 يوليو/تموز 2019 بشرط أن يحضر مرتين في اﻷسبوع إلى مركز للشرطة قصد الإبلاغ عن أنشطته. وفي 29 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، زُج به في السجن من جديد لنشره مقاطع فيديو توثق سلسلة من المظاهرات، وتمت محاكمته بتهمة "تهديد أمن الدولة" و"نشر أخبار كاذبة".
وبعد ما يقرب من عام من الاحتجاز التعسفي، ظهر اسمه على قائمة السجناء الذين ينتظرون الإفراج عنهم، مما أنعش الآمال في اقتراب موعد إطلاق سراحه، لكن النائب العام أصدر في اللحظة الأخيرة قراراً يقضي بتمديد فترة احتجازه، ثم حُكم عليه بأربع سنوات سجناً في 21 ديسمبر/كانون الأول 2021، وهي عقوبة يقضيها حالياً إلى جانب الصحفي المصري الشهير علاء عبد الفتاح، الذي اعتُقل معه. ومنذ يونيو/حزيران 2023، يقبع محمد أكسجين في الحبس الانفرادي لمحاولته إنهاء مشادة بين حارس سجن وأحد السجناء.
كانت الهيئات التابعة للأمم المتحدة التي ناشدتها مراسلون بلا حدود قد دعت بالفعل إلى إطلاق سراح الكاتب المدون في الماضي. وعلى الصعيد الدولي، دعا البرلمان الأوروبي أيضًا إلى إطلاق سراحه في نوفمبر 2022.