مراسلون بلا حدود حزينة لمقتل صحفي فرنسي ومرافقه الكردي خلال انفجار في العراق
صورة : Mossoul / AHMAD AL-RUBAYE / AFP
قُتل الصحفي الفرنسي ستيفان فيلنوف وزميله العراقي الكُردي بختيار حداد في انفجار عبوة ناسفة بينما كانا ينجزان تقريراً برفقة القوات العراقية لمكافحة الإرهاب في حي رأس الجادة بمدينة الموصل.
تلقت مراسلون بلا حدود ببالغ الأسى والحزن خبر مقتل الصحفي الفرنسي ستيفان فيلنوف ومرافقه المترجم العراقي الكُردي بختيار حداد. وكان ستيفان فيلنوف صحفياً مصوراً متمرساً يعمل لحساب مؤسسة الإنتاج Productions #5bis، حيث سبق له أن شارك في تغطية العديد من الصراعات حول العالم. ومن جهته، كان حداد قد عمل لعدة وسائل إعلام فرنسية، علماً أنه تلقى العلاج في مدينة ليون الفرنسية العام الماضي بعد إصابته في يده برصاص قناص أثناء إنجاز ريبورتاج في مدينة الفلوجة.
كما تُشاطر المنظمة قلق أسرة وأقارب الصحفية الفرنسية فيرونيك روبير، التي أصيبت بجروح خطيرة جراء الانفجار، علماً أن بختيار حداد وستيفان فيلنوف وفيرونيك روبير كانوا في مدينة الموصل من أجل إعداد تقرير لبرنامج Envoyé Spécial (مبعوث خاص) الذي يُبث على قناة فرانس 2، بينما كانوا يرافقون قوات الجيش العراقي في إحدى عملياتها داخل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل القديمة، على الضفة الغربية من نهر دجلة. وقد كان برفقتهم أيضاً الصحفي المستقل سامويل فوري، الذي سبق له أن غطى معارك الموصل لعدة وسائل إعلام منها لوفيغارو وتيليراما وإينروكس، علماً أنه نُقل إلى بغداد بعد إصابته بجروح طفيفة جراء الانفجار.
وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود إن العراق يُعد من أخطر البلدان بالنسبة للصحفيين. فخلال عام 2015، كما في 2016، كان العراق من بين بلدان العالم الثلاثة التي شهدت أكبر عدد من القتلى في أوساط الصحفيين خلال أداء واجبهم المهني، مُوضحاً أن الحرب تنطوي على خطر كبير بطبيعة الحال، ولكن كل وفاة وكل إصابة تعني زيادة عدد الضحايا بشكل مُفرط، مضيفاً في الوقت ذاته أنه لا ينبغي أن يدفع أي أحد ثمناً باهظاً لمجرد قيامه بعمله الإعلامي.
هذا وقد أدى الصراع في العراق منذ 2014 إلى مقتل ما لا يقل عن 28 إعلامياً، من بيهم بختيار حداد و ستيفان فيلنوف٫ حيث تشمل هذه الحصيلة الصحفيين المحترفين وغير المحترفين على حد سواء. ومنذ اندلاع معركة الموصل في أكتوبر/تشرين الأول 2016، أحصت مراسلون بلا حدود ثلاثة قتلى في صفوف الصحفيين حتى الآن. كما سُجلت العديد من الإصابات خلال التغطية الإعلامية للاشتباكات الجارية بين الجيش العراقي وحلفائه ضد تنظيم الدولة الإسلامية لاستعادة ثاني أكبر مدينة في العراق. ففي خضم هذه الحرب حيث تُجري القوات المسلحة عملياتها في أحياء ذات شوارع ضيقة للغاية، يواجه الصحفيون خطراً حقيقياً حيث يتعين عليهم تجنب نيران قناصة داعش من جهة وقذائف الهاون من جهة أخرى، ناهيك عن الانفجارات الناجمة عن عبوات ناسفة أو ألغام.
يُذكر أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مازالوا يحتجزون في الموصل 10 رهائن من الصحفيين والمعاونين الإعلاميين منذ سنتين تقريباً، علماً أن جميعهم عراقيون. وكان التنظيم قد استولى على جميع وسائل الإعلام في المنطقة خلال عام 2014، مما جعل من المدينة بؤرة سوداء على المستوى الإعلامي، قبل أن يبدأ الوضع في التغير شيئاً فشيئاً منذ هجوم الجيش العراقي وحلفائه في 17 أكتوبر/تشرين الأول.
يُذكر أن العراق يقبع في المرتبة 158 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.