مراسلون بلا حدود تستنكر ضغوط السلطات على قناة البغدادية في العراق
المنظمة
تستنكر مراسلون بلا حدود إقدام السلطات العراقية على إغلاق مكاتب قناة البغدادية بشكل تعسفي يوم 16 مارس\\آذار، مطالبة الحكومة بتسوية وضع هذه المحطة التلفزيونية التي تستهدفها محاولات الترهيب بشكل متكرر.
أقدمت الشرطة العراقية بشكل تعسفي على إغلاق مكاتب قناة البغدادية المستقلة في العاصمة بغداد يوم 16 مارس\\آذار، بحضور ممثل عن هيئة الإعلام والاتصالات. وقد تكرَّر المشهد نفسه في محافظات أخرى بشتى أنحاء البلاد، كما سُحب ترخيص البث من المحطة التلفزيونية.
وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، إننا ندعو السلطات العراقية إلى الكف عن الضغوط التي تطال قناة البغدادية وتمكين هذه الأخيرة من العمل بشكل طبيعي، مشددة على وجوب إعادة الترخيص لهذه المحطة التلفزيونية وتمكين موظفيها من استئناف عملهم، موضحة في الوقت ذاته أن إغلاق هذه القناة يرسل إشارة مقلقة بشأن ما آلت إليه أوضاع حرية الإعلام في البلاد.
وذكر بيان لوزارة الداخلية العراقية بتاريخ 17 مارس\\آذار أن هذا القرار صدر عن هيئة الإعلام والاتصالات التي تتهم عدداً من القنوات بالعمل بشكل غير قانوني ودون ترخيص رسمي. وفي المقابل، تفيد وسائل الإعلام المحلية ومنظمتنا الشريكة في العراق - مرصد الحريات الصحفية – بأن هذا الإغلاق يأتي في الواقع تنفيذاً لقرارات كانت قد اتخذتها الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي. ووفقاً للمصادر نفسها، طردت السلطات أيضاً موظفي القناة كما منعتهم من دخول مقار عملهم. وقال مدير المحطة التلفزيونية نجم الربيعي في تصريح لمرصد الحريات الصحفية إن قناته لم تتلق من الهيئة أي تحذير أو إخطار مسبق. ووفقاً للمعلومات التي استقتها مراسلون بلا حدود، أكد مدير البغدادية أن القناة تُشكل في أعين السلطات تهديداً للحكومة بسبب عملها الاستقصائي في قضايا الفساد من جهة، ولكن أيضاً بسبب تغطيتها الواسعة للمظاهرات الشعبية في الآونة الأخيرة، من جهة ثانية.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات العراقية قناة البغدادية التي تتخذ من مصر مقراً لها. ففي يونيو\\حزيران 2014، أوقفت الحكومة بث المحطة التلفزيونية عبر القمر الصناعى المصري نايل سات، على خلفية شكوى رفعتها وزارة الاتصالات العراقية، علماً أن البغدادية كانت قد أوقفت أنشطتها في العراق بشكل رسمي يوم 25 نوفمبر\\تشرين الثاني 2010، بعدما أغلقت هيئة الإعلام والاتصالات جميع مكاتب القناة في البلاد، قبل أن يُسمح لها من جديد باستئناف أنشطتها بموجب حكم قضائي صادر في أبريل\\نيسان 2014.
هذا وقد تم إحداث هيئة الإعلام والاتصالات عام 2003 غداة التدخل الأمريكي في العراق، حيث تتولى رسمياً مهمة تنظيم قطاع الإعلام في البلاد. وبحسب الصحافة المحلية، تنوي هذه الهيئة إغلاق نحو 13 محطة إذاعية محلية في محافظة البصرة بتهمة العمل دون ترخيص.
يُذكر أن العراق يقبع في المركز 156 عالمياً (من أصل 180 بلداً) على جدول تصنيف 2015 لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود العام الماضي.
Publié le
Updated on
16.04.2019