مدوّنين تعتقلهما السلطات إفراج عن وحد منهما
المنظمة
تطالب مراسلون بلا حدود بالإفراج عن المدوّن ضياء الدين جاد الموقوف منذ السادس من شباط/فبراير وتعبّر عن بالغ فرحتها بالإفراج عن فيليب رزق الذي تعرّض للاعتقال في اليوم نفسه.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: لا يجوز للضغوط الدولية التي مورست على السلطات المصرية في حالة فيليب رزق أن تتراجع. فلا بدّ من الإفراج عن ضياء الدين جاد أيضاً. الواقع أنه بعمليات الاعتقال هذه، تعمد السلطات إلى تجريم الآراء المتحيّزة في نزاع أسفر عن عدد كبير من الضحايا. فغالباً ما تخصّ السلطات الأصوات المعارضة للحكومة بتفانيها في أداء واجباتها. إننا نستنكر هذه الإجراءات التنكيلية الآخذة في الازدياد في البلاد. وليست عمليتا التوقيف هاتان غير الشرعيتين إلا طلقة إنذار جديدة موجهة إلى حرية التعبير في مصر.تعرّض المواطن المصري البالغ 22 سنة من العمر ضياء الدين جاد للتوقيف في منزله الواقع في قطور في محافظة الغربية (دلتا النيل) في السادس من شباط/فبراير حينما أقدم رجال من الشرطة على اقتياده بالسيارة إلى جهة مجهولة. وفي كانون الثاني/يناير 2009، فتح مدوّنة صوت غاضب (http://soutgadeb.blogspot.com) ينشر عليها مقالات تنتقد موقف الحكومة المصرية من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ويقدّم نفسه على أنه مواطن مصرى أحب بلدي وأتمنى لبلدي مصر وشعبها الخير.
في اليوم نفسه، تعرّض المواطن الألماني المصري البالغ 26 سنة من العمر فيليب رزق للتوقيف برفقة 14 ناشطاً آخر فيما كانوا عائدين من تظاهرة نظّمت في القاهرة لدعوة مصر إلى مساندة القضية الفلسطينية. وفي الثامن من شباط/فبراير، صادق مدعي الجمهورية على احتجاز الشاب من دون تحديد مكان سجنه. وفي 11 شباط/فبراير، أكدت أسرته أنه تم الإفراج عن فيليب رزق. وقد بات بين أحضانها في القاهرة ويدعو إلى مواصلة التظاهرات.
إن فيليب رزق هو صاحب مدوّنة تابولا غزة (http://tabulagaza.blogspot.com/) التي بدأ النشر عليها منذ إقامته الأولى في قطاع غزة، بين العامين 2005 و2007 فيما كان يعمل في منظمة غير حكومية بريطانية هي مؤسسة التهدئة والمصالحة في الشرق الأوسط. وقد توجه إلى غزة في صيف العام 2008 لإعداد فيلم وثائقي حول وضع الغزاويين المعيشي. وفي خلال فترتي الإقامة هاتين، كان يتعاون طالب الفلسفة وعلم النفس هذا في الجامعة الأمريكية في القاهرة مع عدة منشورات (أس أف تي في، آي أر دي، الجزيرة، دايلي نيوز).
إن المقالات التي ينشرها ضياء الدين جاد وفيليب رزق تعبّر عن دعمهما للقضية الفلسطينية. إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن محتوى المدوّنتين يختلف بعض الشيء: إذا كانت مدوّنة فيليب رزق تنطوي على معلومات حول حياة الفلسطينيين في غزة، فإن مدوّنة ضياء الدين جاد تضم تصاريح أكثر التزاماً ذلك أنه لا يتردد عن انتقاد موقف حسني مبارك وحكومته في النزاع الأخير بين إسرائيل وحكومة حماس في قطاع غزة.
ترد مصر على لائحة أعداء الإنترنت. ففي العام 2008، تعرّض ستة مدوّنين على الأقل للاعتقال بسبب مشاركتهم في منتديات نقاش ومحادثات على الخط. وقد اتهم البعض بتنظيم الحركة الاحتجاجية الشعبية في نيسان/أبريل 2008 عندما تظاهر الآلاف في شوارع القاهرة للتنديد بغلاء المعيشة. وكانت التعبئة قد أطلقت على الإنترنت بفضل الشبكات الاجتماعية. فما كان من السلطات إلا أن عززت رقابتها المفروضة على المتصفّحين وأصبح الحصول على وصلة على الشبكة يفرض التقدّم ببيانات شخصية تسمح بتحديد موضع مستخدمها.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: لا يجوز للضغوط الدولية التي مورست على السلطات المصرية في حالة فيليب رزق أن تتراجع. فلا بدّ من الإفراج عن ضياء الدين جاد أيضاً. الواقع أنه بعمليات الاعتقال هذه، تعمد السلطات إلى تجريم الآراء المتحيّزة في نزاع أسفر عن عدد كبير من الضحايا. فغالباً ما تخصّ السلطات الأصوات المعارضة للحكومة بتفانيها في أداء واجباتها. إننا نستنكر هذه الإجراءات التنكيلية الآخذة في الازدياد في البلاد. وليست عمليتا التوقيف هاتان غير الشرعيتين إلا طلقة إنذار جديدة موجهة إلى حرية التعبير في مصر.
Publié le
Updated on
18.12.2017