عبد الفتاح السيسي في باريس ـ مراسلون بلا حدود توجه رسالة مفتوحة الى فرانسوا هولاند
السيد فرانسوا هولاند، رئيس الجمهورية الفرنسية،
بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا يوم الأربعاء 26 نوفمبر\\تشرين الثاني، تود منظمة مراسلون بلا حدود، المعنية بالدفاع عن حرية الإعلام أن تلفت انتباهكم إلى المحنة التي تعيشها وسائل الإعلام المستقلة والصحفيون الأحرار في مصر. ففي هذا البلد، القابع في المركز 159 من أصل 180 على الترتيب العالمي لحرية الصحافة، يمارس النظام الحاكم سياسة قمعية رهيبة ضد الصحفيين بذريعة مكافحة الإرهاب.
تحت هذا الشعار، تضاعفت عمليات الاعتقال والاحتجاز والمحاكمات ضد الصحفيين خلال الأشهر الأخيرة. ففي خضم الحملة القائمة على ملاحقة الإخوان المسلمين والمقربين من هذه الجماعة، وجد العديد من الصحفيين المصريين والأجانب أنفسهم يقبعون في السجون المصرية، حيث كان ذنبهم الوحيد هو أداء وظيفتهم الإعلامية. وفي هذا السياق، تستهدف السلطات المصرية شبكة الجزيرة بشكل خاص، حيث أثير غضب دولي واسع جراء محاكمة ثلاثة صحفيين عاملين في هذه القناة القطرية وإدانتهم في يونيو\\حزيران بالسجن لمدد تتراوح بين 7 و11 سنة، علماً أن جلسة الاستئناف من المقرر أن تُعقد بتاريخ 1 يناير\\كانون الثاني 2015.
منذ تنحية الرئيس مرسي في 3 يوليو\\تموز 2013، تعرض أكثر من عشرين صحفياً وناشطاً للاعتقال التعسفي بتهمة العمل لوسائل إعلام في ملكية الإخوان المسلمين أو تابعة للجماعة، حيث دخل العديد منهم في إضراب عن الطعام. وفي عام 2014 فقط، وقع ما لا يقل عن 30 صحفياً ضحية للاعتقال التعسفي، حيث اتُهموا بالمشاركة في المظاهرات أو تنظيمها أو دعم منظمات إرهابية.
إن السلطات المصرية لا تتردد في استخدام جميع الوسائل لإسكات الأصوات التي لا تتبنى الخطاب الرسمي، ضاربة بعرض الحائط الضمانات الدستورية المنصوص عليها في المادة 71، التي تحظر استخدام الرقابة واللجوء لعقوبات سالبة للحرية في جنح الصحافة.
وبدوره يساهم الاستقطاب الشديد لوسائل الإعلام المصرية (سواء المؤيدة أو المعارضة لمرسي) في إضعاف حرية الصحافة في البلاد، حيث توحدت مؤخراً أصوات أكثر من 600 صحفي للتنديد بانضمام بعض المؤسسات الإعلامية المصرية إلى الحملة الحكومية التي تحظر انتقاد مؤسسات النظام في إطار ما يُسمى مكافحة الإرهاب.
سيدي الرئيس، إن تردي حالة الحريات الأساسية في مصر، بما في ذلك حرية الإعلام، قد وصل اليوم إلى مستويات غير مسبوقة منذ سقوط حسني مبارك. وبغض النظر عن المصالح الاستراتيجية التي تربط فرنسا ومصر، فإن المخاوف الاقتصادية والأمنية يجب ألا تنتقص من أهمية الخطوات التي يجب اتخاذها في سبيل إقامة نظام ديمقراطي مستدام في البلاد.
على هذا الأساس، ندعوكم بكل احترام لتذكير السيد عبد الفتاح السيسي بأن هذا الانحراف الحالي غير متوافق بتاتاً مع تعميق العلاقات بين باريس والقاهرة.
وإذ نُعرب لكم عن شكرنا مسبقاً على ما ستولونه من اهتمام لمطلبنا هذا، تفضلوا سيدي الرئيس بقبول فائق احترامنا وتقديرنا.
كريستوف ديلوار
الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود