زيارة السيسي لباريس: مراسلون بلا حدود تطالب الرئيس الفرنسي باتخاذ خطوات في سبيل إطلاق سراح الصحفيين المحتجزين في مصر
استقبل الرئيس الفرنسي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الإليزيه يوم الجمعة 22 يوليو/تموز لمناقشة تداعيات الأزمة الأوكرانية على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد، دعت مراسلون بلا حدود رئيس الجمهورية الفرنسية إلى عدم التغاضي عن مصير المدون علاء عبد الفتاح - المضرب عن الطعام منذ أكثر من مئة يوم - والصحفيين الـ22 الذين يطالهم الاحتجاز التعسفي في السجون المصرية.
حث مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود "الرئيس إيمانويل ماكرون على بذل كل الجهود الممكنة خلال لقاء نظيره المصري من أجل إطلاق سراح الصحفيين الـ22 المحتجزين تعسفاً، دون تجاهل المدون علاء عبد الفتاح المهدد بالموت جراء إضرابه عن الطعام، وهو الذي صدر بحقه حكم نهائي من قبل محكمة خاصة دون إمكانية الاستئناف، علماً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وحده من يمكنه إلغاء الحكم".
يُعد علاء عبد الفتاح أحد رموز الثورة المصرية، وهو يقبع خلف القضبان منذ 2019، حيث ظل قيد الاحتجاز لأكثر من عامين قبل أن يمثل أخيراً أمام محكمة أمن الدولة التي حكمت عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية" و"نشر معلومات كاذبة" و"إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، علماً أنه يخوض إضراباً عن الطعام منذ 2 أبريل/نيسان احتجاجاً على اعتقاله التعسفي.
وأوضحت شقيقته في رسالة مفتوحة أنه لا يتناول سوى "القليل من الحليب منزوع الدسم أو ملعقة من العسل في الشاي" للبقاء على قيد الحياة، مؤكدة أنه "يستهلك ما قدره 5٪ من متوسط السعرات الحرارية التي يجب استهلاكها عادة" في اليوم، مضيفة أن علاء "على يقين من أنه لن يخرج حياً من السجن المصري"، علماً أنها تخوض بدورها معركة الأمعاء الخاوية تضامناً مع شقيقها.
هذا وقد منحته المملكة المتحدة الجنسية البريطانية للمساعدة على وضع حد لاعتقاله التعسفي، حيث قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إن بريطانيا "تعمل جاهدة لتأمين الإفراج عنه" مؤكدة أنها ستثير القضية مع نظيرها المصري سامح شكري في سبيل ضمان إطلاق سراحه. وكان عدد من نواب البرلمان البريطاني قد وقعوا خطاباً موجهاً للسفارة المصرية مطالبين بالإفراج عن علاء عبد الفتاح، لكن تلك الجهود ظلاً حبراً على ورق حتى الآن.
يُذكر أن عبد الفتاح السيسي كان قد أعلن 2022 "عام المجتمع المدني" في مصر، مشيراً في خطابه بمناسبة نهاية شهر رمضان إلى أن "الوطن يتسع لنا جميعاً وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية"، لتنطلق في هذا السياق عملية "الحوار الوطني" في 5 يوليو/تموز 2022 بهدف تحرير الحياة السياسية والنهوض بحقوق الإنسان. وبينما تم الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين، لا تزال مصر تُعد من أكبر السجون بالنسبة للصحفيين على المستوى العالمي، حيث يقبع حالياً 22 صحفياً خلف القضبان في ظروف باعثة على القلق.
فمنذ مطلع يوليو/تموز، فارق الحياة أربعة معتقلين سياسيين وما لا يقل عن 18 منذ بداية العام، حيث قالت شبكة الشباب المعتقلين في بيان لها "هنا [في السجن] عليك أن تمرض في هدوء، وأن تموت في صمت".
يُذكر أن مدينة باريس كانت قد اختارت علاء عبد الفتاح ليكون "المواطن الفخري" لعام 2020.
.