تهديدات مستمرة ضد الصحفيين في سوريا
المنظمة
ببالغ الأسى والحزن، تلقت مراسلون بلا حدود وفاة المصور خالد عيسى الذي فارق الحياة متأثراً بجراحه مساء الجمعة 24 يونيو\\حزيران في أحد المستشفيات التركية. وبهذه المناسبة، تدين المنظمة أيضاً إقدام تنظيم الدولة الإسلامية على إعدام خمسة صحفيين-مواطنين وتصوير طريقة قتلهم.
توفي خالد عيسى (25 عاماً) مساء الجمعة 24 يونيو\\حزيران 2016 في أحد مستشفيات أنطاكية جراء الإصابات الخطيرة التي تعرض لها على إثر انفجار قنبلة يدوية يوم 16 يونيو\\حزيران بالقرب من المبنى الذي كان يسكن فيه مع الصحفي السوري هادي عبد الله بحي الشعر في مدينة حلب. فقد أصيب الاثنان بجروح خطيرة نتيجة الانفجار الذي وقع في ساعة متأخرة من الليل، علماً أنهما كانا قد أصيبا في رأسهما قبلها بيومين أثناء تغطية المعارك الدائرة في حلب، حيث ندد عدد من مستخدمي الإنترنت على الشبكات الاجتماعية بمحاولة اغتيال الصحفيَين والمناضلَين السوريَين.
من ناحية أخرى، بث تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأحد 26 يونيو\\حزيران شريط فيديو بعنوان وحي الشيطان يُظهر طريقة إعدام خمسة صحفيين-مواطنين سوريين شبان في محافظة دير الزور، بتهمة العمل لحساب بعض وسائل الإعلام أو إنجاز تحقيقات حول هذه الجماعة المتطرفة.
وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، إن المنظمة تُعرب عن خالص تعازيها لأسر الضحايا وتدين بشدة جميع التهديدات والهجمات التي تشنها مختلف أطراف النزاع في سوريا ضد الصحفيين، المحترفين منهم وغير المحترفين، مضيفة أن هؤلاء الصحفيين يواجهون مخاطر جسيمة لمجرد القيام بعملهم. وإذا كانت جميع أطراف النزاع تتحمل مسؤولية الانتهاكات المرتكبة ضدهم، فإنه من الأهمية بمكان أن تتولى السلطات في أي بلد مضيف حماية الصحفيين الفارين من ويلات الحرب وأهوالها.
يُذكر أن الصحفيَين هادي خالد عيسى وهادي عبد الله كانا قد نُقلا إلى أحد المستشفيات في تركيا لتلقي الإسعافات. فبينما استقرت حالة هادي عبد الله، ظل زميله في غيبوبة حيث تميزت حالته بالخطورة. وقد تم إطلاق حملة على الشبكات الاجتماعية يوم 23 يونيو\\حزيران للتضامن مع الصحفي خالد عيسى والضغط على الحكومة الألمانية لمنحه تأشيرة طبية. لكنه حصل عليها بعد فوات الأوان، حيث تُوفي متأثراً بجراحه قبل نقله للعلاج.
وفي الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية، ظهر الصحفيون-المواطنون الخمسة وهم يعترفون بأنشطتهم الإعلامية قبل أن يُصوَّر مشهد قتلهم بوحشية. وقد وُجهت تهديدات مباشرة لجميع العاملين في وسائل الإعلام أو المنظمات غير الحكومية التي تنتقد مداعش، سواء داخل سوريا أو خارجها. وتبنى التنظيم أيضاً اغتيال الصحفي السوري زاهر الشرقاط في غازي عنتاب كما أظهر صور الصحفيين ناجي الجرف وابراهيم عبد القادر وفارس حمادي، بينما لم تتمكن مراسلون بلا حدود من التحقق بعد من سيرة الصحفيين-المواطنين الذين يظهرون في مقاطع الفيديو هذه.
وجدير بالذكر أن منظمة مراسلون بلا حدود كانت قد ناشدت مجلس الأمن الدولي العام الماضي، مُطالبة باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين في سوريا والعراق.
هذا وتقبع سوريا في المرتبة 177 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2016، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.
Publié le
Updated on
16.04.2019