الصحفيون يرزحون تحت وطأة الحرية المشروطة في إيران: حسين يزدي ونازیلا معروفیان يتعرضان للاعتقال من جديد بعد العفو عنهما
عادت السلطات الإيرانية في وقت سابق من هذا العام لتعتقل مرة أخرى صحفيَين اثنين كان قد صدر بحقهما عفو وتم إطلاق سراحهما بعدما كانا قيد الاحتجاز خلال عام 2022. وفي هذا الصدد، تدعو منظمة مراسلون بلا حدود إلى الإفراج الفوري عن حسين يزدي – الذي يدير منبرين إعلاميَين- والصحفية المستقلة نازیلا معروفیان.
كان حسين يزدي ونازیلا معروفیان ضمن قائمة الصحفيين الذين صدر بحقهم عفو من المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي، في فبراير/شباط 2023، إلا أن ذلك الإجراء لم يكن سوى مناورة لذر الرماد في العيون"، حيث طال الاعتقال مجدَّداً مدير القناة الإخبارية على تلغرام إيران تايمز والموقع الإخباري موبين 24، والصحفية المستقلة نازیلا معروفیان.
"بالنسبة للصحفيين في إيران، باتت الحرية مشروطة بأي حال من الأحوال: فهذه هي الرسالة التي تريد الجمهورية الإسلامية أن تبعث بها من خلال اعتقال صحفيَين تم العفو عنهما مؤخراً، علماً العفو في هذه الحالة لم يكن سوى شكلاً من أشكال التهديد. فالصحافة ليست جريمة تستوجب إصدار عفو بشأنها: نحن ندعو إلى الإفراج الفوري واللامشروط عن حسين يزدي ونازیلا معروفیان، فضلاً عن زملائهما الـ 21 الذين مازالوا قيد الاحتجاز".
يُذكر أن حسين يزدي يواجه تهمة الدعاية ضد الدولة، وقد استُدعي للاستجواب بتاريخ 4 يوليو/تموز في الساعة التاسعة ليلاً، حيث اعتقلته قوات الأمن على الفور في مدينة أصفهان، الواقعة وسط البلاد، ثم نقلته إلى سجن داستجردي، بينما تم تحديد كفالة بقيمة 90 مليون ريال (نحو ألفي يورو) مقابل إطلاق سراحه. وكتبت ابنته سابا يازدي في تغريدة على تويتر إنه لم يُسمح لها بزيارته أو حتى التواصل معه منذ بداية احتجازه، وهو الذي يُرجَح أنه يعاني من مشاكل صحية، حيث تخشى أسرته من عدم حصوله على الخدمات الطبية اللازمة.
وفي 4 يوليو/تموز، داهم عناصر من وزارة الاستخبارات منزل الصحفية المستقلة نازیلا معروفیان، حيث أغلقوا عليها الطريق بينما كانت بصدد مغادرة البيت، ثم صادروا هاتفها، وطلبوا منها فتح الباب لكي يقوموا بتفتيش منزلها، بما في ذلك متعلقاتها الشخصية، حيث صادروا مذكراتها وأخذوا يقرؤونها. وتعليقاً على الحادث، كتبت الصحفية في حسابها على إنستغرام: "المنزل لم يعد آمناً، والشارع لم يعد آمناً، فقد صادروا منا كل ما له علاقة بالأمن". هذا وقد اعتُقلت نازیلا معروفیان بعد أربعة أيام للخضوع للاستجواب بمحكمة إيفين في طهران، بتاريخ 8 يوليو/تموز، وعلى غرار حسين يزدي، لم تخرج منها حرة، وإن كانت لم تُحدَّد لها كفالة مقابل الإفراج عنها. ورغم الطلبات المتكررة لتوضيح أسباب اعتقالها، لم تقدِّم السلطات أي سبب يُذكر كما لم توجِّه لها أي تهمة.
وكان كل من يزدي ومعروفیان قد اعتُقلا وحُكم عليهما بالسجن إبَّان اندلاع الحراك الشعبي في البلاد احتجاجاً على وفاة الطالبة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/أيلول 2022، علماً أن الصحفية المستقلة تحدثت بصراحة في الأشهر الأخيرة عن الفترة التي قضتها داخل السجن، وهي التي احتُجزت للمرة الأولى في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022 بعد مقابلة أجرتها مع والد مهسا أميني في موقع رويداد24، ثم أُفرج عنها بكفالة في مطلع يناير/كانون الثاني، قبل الحكم عليها بعامين سجناً مع وقف التنفيذ بتهمة "الدعاية ضد النظام" و"نشر أخبار كاذبة".
وفي 10 فبراير/شباط، كانت نازیلا معروفیان وحسين يزدي ضمن الصحفيين الذين صدر عفو بحقهم، وهما اللذان كانا يقبعان خلف القضبان منذ ديسمبر/كانون الأول 2022. كما اعتقلت السلطات من جديد الصحفي كيفان ساميمي بتاريخ 20 أبريل/نيسان، وهو الذي كان قد أُفرج عنه في إطار العفو الجماعي، قبل أن تُطلق سراحه في 22 مايو/أيار 2023.