الجزيرة ضحية جانبية للحملة الدبلوماسية ضد قطر
الصورة: Stan Honda/AFP
تدين مراسلون بلا حدود الحملة التي تشنها مجموعة من الحكومات العربية على قناة الجزيرة، التي تتحمل عواقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين قطر وعدد من دول المنطقة.
بعد ساعات قليلة من إعلان قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، أقدمت السلطات السعودية على إغلاق مكتب الجزيرة في الرياض وسحب ترخيصها.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية في بيان لها بأن هذه الخطوة تأتي بعد أن قامت قناة الجزيرة بترويج مخططات الجماعات الإرهابية ودعم ومساندة ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن ومحاولة شق الصف الداخلي السعودي وذلك بالتحريض بالخروج عن الدولة والمساس بسيادة المملكة.
وتأييداً منها لموقف الرياض تجاه الدوحة، أعلنت الحكومة الأردنية نيتها لإغلاق مكتب القناة في عمان وسحب ترخيصها كذلك. وبدورها، علقت مصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، علماً أن سلطات القاهرة كانت قد أجبرت الجزيرة في 2013 على مغادرة البلاد بعد مصادرة معدات الإنتاج والبث التابعة للقناة. وفي الآونة الأخيرة، أقدم نظام السيسي على حجب الموقع الإلكتروني للمحطة التلفزيونية القطرية في إطار حملة طالت عشرين من المواقع الإخبارية الأخرى، وذلك بتهمة إفراطها في موالاة جماعة الإخوان المسلمين.
وفي هذا الصدد، قالت ألكسندرا الخازن، مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، إن إغلاق مكتب الجزيرة قرار سياسي يُراد منه فرض رقابة على القناة، مضيفة أن هذا الحظر يحمل في طياته هجوماً على حرية الإعلام في خطوة لا يُمكنها إلا أن تُفاقم الحصيلة السيئة جداً لحرية التعبير والإعلام في المملكة العربية السعودية، مشيرة في الوقت ذاته إلى دعوة منظمة مراسلون بلا حدود للسلطات السعودية إلى إلغاء هذا القرار والسماح للقناة باستئناف أنشطتها.
هذا ولا تزال مراسلون بلا حدود تجهل الوضع الحالي لموظفي مكتب القناة في الرياض وما إذا كانوا معنيين بالأمر القاضي بمنح المواطنين القطريين مهلة 14 يوماً لمغادرة المملكة.
وفي اتصال أجرته معها مراسلون بلا حدود، استنكرت شبكة الجزيرة قرار الحكومة السعودية، موضحة أن هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها السلطات السعودية قيوداً مماثلة على عمل الجزيرة ( ...) ونحن نعتقد اعتقاداً راسخاً بأن الأمر يتعلق بتدابير غير مبررة من قبل سلطات المملكة ضد القناة (...) ولذلك نطالب الحكومة باحترام حرية الإعلام والسماح للصحفيين بمواصلة عملهم بحرية وبعيداً عن أي تخويف أو تهديد.
يُذكر أن مراسلي الجزيرة وأطقمها حاضرون أيضاً في ليبيا وموريتانيا، علماً أن هاذين البلدين أعلنا بدورهما – إلى جانب البحرين والإمارات العربية المتحدة - قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وتجدر الإشارة إلى أن تداعيات هذه الأزمة الدبلوماسية مع قطر - وما يصاحبها من استهداف لقناة الجزيرة - أصبحت ملحوظة في جميع أنحاء المنطقة، حيث وصلت أصداؤها إلى مدينة القدس أيضاً. ففي مساء الثلاثاء 6 يونيو/حزيران، اقتحم مجموعة من الإسرائيليين بقيادة الناشط اليميني المتطرف باروخ مارزل مكتب الجزيرة في القدس الشرقية حاملين لافتات تطالب بإغلاق القناة بعد اتهامها بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مما تطلب تدخل الشرطة الإسرائيلية مرتين لمنعهم من إعادة اقتحام المبنى.
يُذكر أن الجزيرة رأت النور عام 1996، وقد أحدثت منذ ذلك الحين ثورة في المشهد الإعلامي بالعالم العربي من خلال إعطاء الكلمة لمختلف التيارات، من التوجهات الأكثر اعتدالاً إلى الأطياف الأكثر راديكالية، علماً أنها تميزت على نحو خاص بتغطيتها لأحداث الربيع العربي، مما أثار غضب بعض الحكومات في المنطقةالتي ترى في هذه القناة أداء تأثير تستخدمها قطر في سياساتها الخارجية..
هذا وتقبع السعودية ومصر والأردن وقطر في المراتب 168 و161 و138 و123 على التوالي (من أصل 180 بلداً) في نسخة عام 2017 للتصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في الآونة الأخيرة.