اعتقال رئيسة تحرير مدى مصر، إحدى آخر قلاع الإعلام المستقل في البلاد
طال الاعتقال مرة أخرى رئيسة تحرير الموقع الإخباري مدى مصر، لينا عطا الله، التي ألقت عليها الشرطة القبض الأحد الماضي قبل الإفراج عنها بكفالة، ليضاف هذا الاعتقال إلى القائمة الطويلة للإجراءات القمعية والتعسفية التي تمارسها السلطات المصرية على هذا المنبر الإعلامي وصحفييه. وفي هذا الصدد، تندد مراسلون بلا حدود بالمضايقات المستمرة التي تطال مدى مصر، الذي يُعد رمزاً من رموز الصحافة المستقلة في البلاد.
ينطوي هذا الاعتقال الذي تم يوم الأحد على دلالات رمزية كبيرة. ليس فقط لأن لينا عطاالله هي رئيسة تحرير مدى مصر، إحدى آخر قلاع الإعلام المستقل في البلاد، ولكن أيضًا لأنها كتبت في ذلك اليوم بالضبط عن الصحفي الشهير علاء عبد الفتاح، الذي مازال محتجزاً لدى السلطات.
ففي ذلك اليوم كانت لينا عطاالله تقف خارج أسوار سجن طره، في الضاحية الجنوبية للعاصمة القاهرة، لإجراء مقابلة مع شقيقة علاء عبد الفتاح، المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهر احتجاجاً على منعه من تلقي الزيارات منذ ظهور وباء فيروس كورونا في البلاد. لكنها فوجئت بعناصر الأمن يصادرون هاتفها ويأخذونها إلى مركز للشرطة، ليُطلَق سراحها في المساء بعد إخضاعها للاستجواب.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها موقع مدى مصر وصحفيوه للمضايقة على أيدي السلطات. ذلك أن هذا الموقع الإخباري محجوب في مصر منذ عام 2017، مما يقوض عمل فريقه الصحفي من خلال تقليص نطاق قراءة محتوياته، وهو ما يهدد بالتالي صيرورته على المستوى الاقتصادي.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني، اقتحمت قوات الأمن مقر مدى مصر، حيث اعتقلت أربعة من صحفييه، بمن فيهم لينا عطاالله، حيث جاءت هذه المداهمة بعد فترة وجيزة من نشر مقال عن نجل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، "لقد طالت موجة المضايقات التي تستهدف مدى مصر"، مضيفة أن "هذا الاعتقال ليس سوى مرآة للوضع المأساوي الذي تعيشه الصحافة في مصر: فنحن أمام حالة تم فيها القبض على صحفية بارزة، تعمل في وسيلة إعلامية مستقلة رازحة تحت الرقابة، لا لشيء سوى لأنها أرادت الإبلاغ عن مصير صحفي بارز آخر يئن تحت وطأة الاحتجاز التعسفي".
يُذكر أن هذا الاعتقال هو الخامس في صفوف الصحفيين خلال أقل من عشرة أيام بعد إلقاء القبض على كل من معتز ودنان ومصطفى الأعسر وهيثم حسن محجوب وسامح حنين، علماً أن لينا عطا الله هي الوحيدة التي تم الإفراج عنها من بين جميع هؤلاء.
يُذكر أن مصر تقبع في المرتبة 166 على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود الشهر الماضي.