إسرائيل: بعد مرور عام على وفاة شيرين أبو عاقلة، تستنكر مراسلون بلا حدود استمرار مناخ الإفلات من العقاب الذي يلقي بظلاله على هذه القضية

تقام خلال هذه الأيام العديد من الفعاليات التي تُخلِّد ذكرى صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي اغتيلت في ١١مايو/ايار 2022 أثناء تغطيتها لغارة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية، لكن القضاء لم يُنصفها بعد، رغم تقارير الخبراء العديدة التي أشارت إلى المسؤولية المباشرة للجنود الإسرائيليين، بل وحتى بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن الطلقات صدرت "على الأرجح" من أحد جنوده.

بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يائير لابيد بنبرة قاطعة أن "لا أحد سيقوم باستجواب جنود الجيش الإسرائيلي" في تصريح أدلى به يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، تحولت الأنظار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحمل شيرين أبو عاقلة جنسيتها أيضاً. لكن رغم ضغوط بعض أعضاء الكونغرس وأسرة الصحفية، فإنه لم يتم إحراز أي تقدم يُذكر في هذا الصدد.

ووفقاً للمعلومات الواردة في مذكرة نشرتها منظمة أكسيوس الأمريكية، فقد أرسل منسق الأمن الأمريكي المعني بالشأن الإسرائيلي الفلسطيني تقريراً جديداً عن مقتل الصحفية إلى وزارة الخارجية في 2 مايو/أيار 2023. وبينما لم تنشر الوزارة هذا التقرير بعد، فإنها ذكَّرت في اليوم التالي خلال مؤتمر صحفي أن إطلاق النار الذي أودى بحياة شيرين أبو عاقلة، "كما يتضح من النتائج التي توصلت إليها قوات الدفاع الإسرائيلية والمنسق الأمني الأمريكي، كان غير متعمَّد"، وهي فرضية دحضها التحقيق المستقل الذي أصدرته في أيلول/سبتمبر 2022 مجموعة البحث Forensic Architecture والمؤسسة الفلسطينية  "الحق – القانون من أجل الإنسان" ، والذي خلص إلى أن الجيش الإسرائيلي "استهدف شيرين وزميليها عمداً وبشكل متكرر". أما التحقيق الجنائي الذي أطلقه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فلم يتم الإعلان عن نتائجه بعد.

وبناءً على نتائج تحقيق Forensic Architecture، قامت أسرة مراسلة الجزيرة، ممثَّلة بابنة أخيها، لينا أبو عاقلة، برفع شكوى ضد السلطات الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية في 20 سبتمبر/أيلول 2022. وبعد ذلك بشهرين ونصف الشهر، قدمت القناة القطرية، بدعم من مراسلون بلا حدود، أدلة إضافية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ومنذ اغتيال شيرين أبو عاقلة، واصلت السلطات الإسرائيلية استهداف المراسلين الذين يغطون العمليات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، حيث كشف تحقيق أجرته مراسلون بلا حدود عن استهداف القوات الإسرائيلية لما لا يقل عن 17 صحفياً في الضفة الغربية خلال أسبوع واحد في أبريل/نيسان الماضي.