مصر: محمود حسين يستعيد حريته أخيراً!
أُفرج عن صحفي الجزيرة محمود حسين بعد أكثر من أربع سنوات رهن الحبس الاحتياطي. ورغم أن إطلاق سراحه جاء بشكل مشروط، إلا أن مراسلون بلا حدود ترحب بهذا القرار.
بعدما سقط ضحية للتوترات بين مصر وقطر، استعاد محمود حسين حريته أخيراً ليعود إلى أهله بعد أكثر من أربع سنوات قضاها خلف القضبان، حيث اعتُقل صحفي الجزيرة في 23 ديسمبر/كانون الأول 2016، فور وصوله إلى بلده مصر لدى عودته من قطر حيث كان يعمل منتجاً في مقر القناة القطرية بالدوحة. ومباشرة بعد اعتقاله، وُضع محمود حسين رهن الحبس الاحتياطي بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة"، حيث تتهم مصر قناة الجزيرة بموالاة جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها القاهرة منظمة إرهابية والتي كان ينتسب إليها الرئيس السابق محمد مرسي.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود: "يا له من ارتياح كبير لكل من محمود حسين وعائلته. فبعد محنة طويلة دامت أربع سنوات في الاحتجاز التعسفي، يُظهر إطلاق سراح الصحفي أن التهم المنسوبة إليه لا أساس لها من الصحة بتاتاً وأن ذنبه الوحيد هو أنه يعمل لقناة الجزيرة. لكن القرار لا يُنصفه تماماً بما أن هذا الإفراج المشروط يضعه في موقف المشتبه به دائماً في نظر السلطات".
هذا وقد تم تمديد حبس الصحفي إلى أجل غير مسمى حتى صدور قرار قضائي أول بإطلاق سراحه في 23 مايو/أيار 2019. ولكن، على نحو مفاجئ، فُتح تحقيق جديد ضده بناءً على نفس التهم، مما أسفر عن تمديد آخر لمدة الاحتجاز. ورغم الدعوات المتكررة من عائلته، حُرم الصحفي أيضاً من الحصول على إذن لزيارة والده عندما كان طريح فراش الموت، بل ولم يُسمح له حتى بحضور الجنازة بعد وفاته في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
وفي تقرير حول ظروف احتجاز السجناء بتاريخ يناير/كانون الثاني 2020، ظهر محمود حسين أمام الكاميرا متحدثاً أمام الصحفيين، حيث نُشرت تلك الصور في أغلب وسائل الإعلام المقربة من الحكومة، التي اختارت عنواناً من قبيل "مراسل الجزيرة الإرهابية يعترف: أتعامل بشكل جيد داخل السجون .. وأتلقى الرعاية الطبية اللازمة"
يُذكر أن إطلاق سراح محمود حسين لا يزال مشروطاً، حيث سيتعين عليه المثول أمام مركز للشرطة عدة مرات في الأسبوع للخضوع للاستجواب والإبلاغ عن أنشطته.
هذا وقد وصل عدد الصحفيين والمدونين المحتجزين في مصر حالياً إلى 33، وهو ثالث أعلى معدل في العالم، بعد الصين والمملكة العربية السعودية.
يُذكر أن مصر تقبع في المرتبة 166 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2020.