ثلاث صحفيات لبنانيات تحت وطأة التنمر على منصات التواصل الاجتماعي
تتعرض ثلاث صحفيات لبنانيات مستقلات للتنمر والتشهير على منصات التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام. وإذ تدين مراسلون بلا حدود التهديدات التي يتعرضن لها، فإنها تدعو السلطات إلى ضمان حمايتهن وصون سلامتهن.
في غضون أسبوع واحد، تعرضت ثلاث صحفيات لبنانيات مستقلات لحملة كراهية عنيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تستنكر كل من ديما صادق ولونا صفوان ومحاسن مرسل رسائل الكراهية التي تنهال عليهن كل يوم عبر شبكة الإنترنت.
منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت قبل عام، توالت التهديدات بشكل متكرر على ديما صادق، التي تعمل الآن في موقع درج الإخباري المستقل. وكعادتها، تصور الصحفية الرسائل التي تتلقاها وتنشرها على حسابها في تويتر، علماً أن آخرها تعود إلى 29 سبتمبر/أيلول. كما رُفعت ضدها العديد من الشكاوى بتهمة التشهير، علماً أن إحداها كانت مقدمة من وزير الخارجية في فبراير/شباط الماضي وأخرى في مايو/أيار من محافظ مصرف لبنان، الذي ظهر اسمه في التحقيق الذي أجرته الصحفية حول قضية فساد محتملة.
من جانبها، تعرضت لونا صفوان للتنمر الإلكتروني في مطلع أكتوبر/تشرين الأول بعد نشرها تغريدة تنتقد فيها حزب الله، أحد أقوى الأحزاب السياسية في البلاد، علماً أن قناة إسرائيلية تداولت تلك التغريدة في وقت لاحق، مما دفع عدداً من النشطاء إلى اتهام الصحفية بـ "تبرير الرواية الإسرائيلية" عن حزب الله. بل ووصل الحد بأن تبرأ منها أحد أفراد أسرتها.
وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول، تعرّضت محاسن مرسل لحملة تحريض وتخوين، على خلفية نشر تغريدة لخبر مفبرك يدَّعي أن الصحفية الاستقصائية "تم توقيفها بتهمة الاتصال والتعامل مع إسرائيل"، التي لا تزال رسمياً في حالة حرب مع لبنان. وقررت مرسل يوم الاثنين (5 أكتوبر/تشرين الأول) رفع شكوى ضد الجهة التي تقف وراء نشر ذلك الخبر الكاذب.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها صحفيات لبنانيات للتنمر عبر الإنترنت. ففي أغسطس/آب الماضي، نشرت زينة باسيل، مراسلة قناة أم.تي.في، مقطع فيديو على حسابها يُظهر الاعتداء الذي تعرضت له أثناء عملها على إنجاز تقرير إخباري. وقد استغل نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ذلك الفيديو للتحريض على تكرار مثل هذه الهجمات والتصدي بعنف لكل الصحفيين العاملين في تلك القناة.
وبالإضافة إلى الضغوط الطائفية، تئن الصحفيات أيضاً تحت وطأة التحيز القائم على أساس الجنس، وذلك في بلد حيث يؤدي الاستقطاب الإعلامي إلى اتهام الصحفيين بالخيانة عندما لا تصب تقاريرهم في خندق الحزب السياسي الذي يمثلهم أو الطائفة الدينية التي من المفترض أن يكونوا منتمين إليها. أما عندما يتعلق الأمر بنساء صحفيات، فإن الأحكام المسبقة الصادرة في حقهن تكون في الغالب أكثر قسوة وشراسة، لاسيما وأن ظهورهن على وسائل الإعلام يمثل مصدر إزعاج لبعض الدوائر المحافظة.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، "يجب وضع حد على الفور للهجمات الشنعاء التي تطال ديما صادق ولونا صفوان ومحاسن مرسل. فلأنهن مستقلات ويرفضن السير وفق الخط التحريري لوسائل إعلام الطائفة التي من المفترض أن ينتمين إليها، فإنهن يتعرضن لمضايقات شرسة لا مبرر لها. فصعوبة العمل تزداد بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بنساء صحفيات، حيث تكون المرأة في هذا السياق عرضة لشتى أنواع الإهانات والعنف المتزايد من منطلق التحيز القائم على أساس الجنس. يجب أخذ هذه التهديدات على محمل الجد مع ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لحمايتهن".
يُذكر أن لبنان يحتل المرتبة 102 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.