مراسلون بلا حدود تدعو إلى تحقيق مستقل في وفاة الصحفي السعودي صالح الشيحي، "كاتب البروليتاريا"
توفي الصحفي السعودي البارز صالح الشيحي بعد شهرين من إطلاق سراحه بسبب إصابته بمرض - ربما يكون كوفيد-19. وفي هذا الصدد، تدعو مراسلون بلا حدود إلى فتح تحقيق دولي مستقل تحت رعاية الأمم المتحدة لتحديد مدى مسؤولية السلطات السعودية في وفاته.
نزل نبأ وفاة صالح الشيحي مثل الصاعقة. فقد فارق الصحفي السعودي البارز الحياة في 19 يوليو/تموز 2020 بعد صراع مع مرض لم يتم تحديده، وإن كانت بعض وسائل الإعلام، مثل صحيفة الرياض اليومية، قد أكدت أن رحيله ناجم عن "معانة امتدت لثلاثة أسابيع منذ إصابته بفيروس كورونا المستجد"، في حين لم يقدم أقاربه مزيدًا من التفاصيل.
وجدير بالذكر أن الإفراج عن الشيحي في 19 مايو/أيار شكل مفاجأة كبيرة. ففي ذلك الوقت، لم تحصل مراسلون بلا حدود على أي تفسير لأسباب هذا القرار أو ما إذا كان الإفراج مشروطًا أم لا، علماً أن صحته سرعان ما تدهورت بعد إخلاء سبيله، حيث نشر ابنه وطن في 26 يونيو/حزيران دعاءً يتمنى من خلاله الشفاء العاجل لوالده. وفي نفس اليوم، نشر محمد عقيل الشيحي، ابن أخ صالح الشيحي، تغريدة يعلن فيها أن عمه يرقد في العناية المركزة منذ أكثر من عشرة أيام.
يُذكر أن الصحفي البارز، الملقب بـ "كاتب البروليتاريا" من قبل زميله وصديقه جمال خاشقجي - الذي اغتيل داخل القنصلية السعودي في إسطنبول شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018، كان يكتب في صحيفة الوطن الإصلاحية، حيث كان يُعنى بمختلف القضايا المتعلقة بالفقر والمحسوبية في أوساط النخب وكذلك الجدل حول الإصلاحات الكبرى في المملكة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، اعتُقل على خلفية ظهوره في برنامج "يا هلا" على قناة روتانا، حيث تطرق إلى ظاهرة الفساد داخل الديوان الملكي.
وفي فبراير/شباط 2018، حُكم عليه بخمس سنوات سجناً بالإضافة إلى منعه من مغادرة البلاد خلال نفس المدة بعد خروجه من الحبس، وذلك بتهمة "إهانة الديوان الملكي". وقبل بضعة أشهر من اغتياله، كان جمال خاشقجي قد دافع عنه في منابر إعلامية مختلفة، حيث قال في إحدى مداخلاته إن "صالح الشيحي شجاع"، مضيفاً أن "أي شخص يريد أن يكون مستقلاً ويسعى إلى رفع مستوى الوعي، فإنه يذهب للخارج ويتحدث بحرية. أما صالح الشيحي، فقد ذهب مباشرة إلى الانتحار من خلال مقالاته" التي يكتبها وهو داخل المملكة.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، "إننا ندعو إلى إجراء تحقيق دولي مستقل تحت رعاية الأمم المتحدة لإماطة اللثام عن احتمال وجود أية صلة بين وفاة صالح الشيحي وظروف اعتقاله"، معتبرة أن "إطلاق سراحه بذلك الشكل المتسرع قبل شهرين من وفاته يثير العديد من علامات الاستفهام ويقتضي التفسير والشفافية من السلطات السعودية، التي سيتوجب عليها تحمل كامل المسؤولية إذا كان الصحفي قد أصيب بالمرض أثناء وجوده في السجن".
هذا وقد علمت مراسلون بلا حدود يوم الأربعاء أن الكاتب المتخصص في الشؤون السياسية عقل الباهلي يقبع رهن الاعتقال منذ 29 أبريل/نيسان، وذلك بسبب رثائه للإصلاحي الحقوقي عبد الله الحامد، الذي توفي في السجن بسبب الإهمال الطبي.
يُذكر أن المملكة العربية السعودية تقبع في المرتبة 170 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.