مصر: اعتقال صحفي بعد ظهوره في مداخلة على قناة الجزيرة
تدين مراسلون بلا حدود اعتقال الصحفي المصري محمد منير على خلفية مداخلته في إحدى نشرات الجزيرة، مطالبة في الوقت ذاته بالإفراج عنه فوراً ودون قيد أوشرط.
أعلنت أسرة الصحفي المصري محمد منير الخبر عبر فيسبوك، حيث أفادت ابنته من خلال صفحتها الشخصية أن قوات الشرطة قامت باعتقال والدها من منزله ثم اقتادته إلى مكان مجهول، علماً أن محمد منير كان قد نشر عشية ذلك اليوم مقطع فيديو صورته كاميرات مراقبة يظهر فيه عناصر دورية شرطة وهم يفتحون باب شقته بالقوة قبل اقتحام البيت والعبث بمحتوياته.
وجاء هذا الاعتقال بعد ساعات فقط من ظهور محمد منير في مداخلة مباشرة على قناة الجزيرة خلال نشرة الأخبار المسائية، حيث تطرق لقضية مثيرة للجدل تتعلق بمجلة روز اليوسف الأسبوعية.
فقد أصبح نظام الرئيس السيسي يرى في الجزيرة كابوساً مزعجاً يقض مضجعه، باعتبارها محطة تلفزيونية ممولة من قطر، الدولة المقربة من جماعة الإخوان المسلمين، التي تُعتبر في مصر منظمة إرهابية، علماً أن مكتب هذه القناة في القاهرة مغلق منذ ثلاث سنوات بينما يقبع مراسلها محمود حسين في السجن منذ ديسمبر/كانون الأول 2016 بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية".
وبالإضافة إلى ظهوره في مداخلة مباشرة مع قناة تُكن لها السلطات عداءً شديداً، كان الموضوع الذي تطرق إليه محمد منير ينطوي على حساسية بالغة، حيث عنونت مجلة روز اليوسف الأسبوعية عددها الصادر في 13 يونيو/حزيران بعبارة "الجهل المقدس" مصحوبة بصورة أسقف كنائس وسط القاهرة بجانب صورة مرشد الإخوان محمد بديع (المحكوم عليه بالسجن 85 سنة)، وهو ما أثار حفيظة الكنيسة القبطية، التي اعتبرت غلاف المجلة مسيئاً. وفي خضم هذا الجدل الواسع، دعت الهيئة الوطنية للصحافة إلى سحب ذلك العدد، مطالبة المجلة بتقديم اعتذار رسمي، بينما أحيل رئيس تحريرها هاني عبد الله للتحقيق.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، "إن ظروف اعتقال محمد منير تنم عن تراكم صارخ لانتهاكات الحق في الإعلام"، مذكرة بأن الأمر يتعلق بـ"اختطاف صحفي من منزله دون مذكرة اعتقال، وذلك بعد ساعات فقط من ظهوره في مداخلة على قناة محظورة في البلاد للحديث عن قضية مثيرة للجدل حول وسيلة إعلامية"، موضحة في الوقت ذاته أن "هذا الاعتقال يعكس مدى الصعوبات التي تواجه الصحفيين المصريين اليوم"، مشددة على "الإفراج الفوري عن محمد منير".
هذا وقد أخذت مراسلون بلا حدود علماً يوم الاثنين 15 يونيو/حزيران أيضاً بحبس الصحفي الرياضي عوني نافع بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية"، دون مزيد من التفاصيل، ليصبح بذلك خامس صحفي يُسجن في مصر منذ تفشي وباء كوفيد 19. فقبل نافع ومنير، كانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على شيماء سامي، التي وُضعت في الحبس الاحتياطي يوم 25 مايو/أيار بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة"، وذلك بعد خمسة أيام من نشرها تدوينة على فيسبوك تخبر فيها عن إقدام الشرطة على اعتقالها من منزلها.
يُذكر أن مصر تقبع في المرتبة 166 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.