قمة العشرين: مراسلون بلا حدود تحث السعودية على اتخاذ خطوات قوية لاستعادة مكانتها في المجتمع الدولي
ستتولى المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين في عام 2020، حيث من المقرر أن تخلف اليابان بحلول نهاية يونيو/حزيران. فبعدما ظلت معزولة خلال القمة السابقة المنعقدة عقب أسابيع فقط من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، يتعين الآن على المملكة اتخاذ خطوات قوية قبل تولي هذا الدور الدبلوماسي الكبير. وفي هذا الصدد، تدعو مراسلون بلا حدود سلطات الرياض إلى إطلاق سراح الصحفيين القابعين حاليًا في سجون السعودية.
في 28 و29 يونيو/حزيران، ستشارك المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين المقررة في أوساكا اليابانية، على أن تتولى الرياض رئاسة هذا المنتدى العالمي خلال سنة 2020. وفي هذا الصدد، تعتبر مراسلون بلا حدود أن عودة المملكة إلى الواجهة على الساحة الدولية، بعد تسعة أشهر من اغتيال جمال خاشقجي، لا يمكن أن تتم إلا بإطلاق سراح الصحفيين المحتجزين في البلاد. فوفقًا لمعلوماتنا الأخيرة، يقبع حالياً ما لا يقل عن 30 صحفياً، من المحترفين وغير المحترفين، خلف القضبان في السعودية، التي أصبحت أحد أكبر سجون الصحفيين في العالم.
في شهر مايو/أيار الماضي، أخذت مراسلون بلا حدود علماً بالإفراج المؤقت عن الأكاديمية والصحفية والناشطة الحقوقية هتون الفاسي، عشية انطلاق شهر رمضان، وفي مارس/آذار قررت السلطات السعودية إطلاق سراح الناشطة النسائية إيمان النفجان، مؤسِّسة مدونة "المرأة السعودية"، علماً أن الاثنتين كانتا ضمن النساء الـ11 اللاتي تم احتجازهن قبل عام في إطار موجة اعتقالات غير مسبوقة، حيث وُجهت لهن عدة تهم من بينها "عقد اتصالات مشبوهة مع كيانات أجنبية" بسبب صلاتهن مع وسائل إعلام أجنبية ودبلوماسيين ومنظمات حقوقية. هذا وقد كانت هتون الفاسي وإيمان النفجان على قوائم مراسلون بلا حدود التي تم إرسالها مباشرة إلى السلطات السعودية.
وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، "إن السعودية ستجد نفسها في دائرة الضوء حيث ستكون أعين الجهات الدبلوماسية والمؤسسات الإعلامية الأقوى في العالم شاخصة على المملكة خلال توليها رئاسة مجموعة العشرين"، مضيفاً أن "المملكة في نظرنا لا يمكن أن تتمتع بشرعية كاملة لتولي هذا الدور في ظل بقاء عشرات الصحفيين رهن الاعتقال، وذلك بعد تسعة أشهر من جريمة الاغتيال المروعة التي راح ضحيتها الصحفي جمال خاشقجي على أيدي عملاء سعوديين". ومن هذا المطلق، "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقدم للمملكة ما تنطوي عليه رئاسة مجموعة العشرين من امتيازات سياسية دون أن تبادر السعودية إلى اتخاذ خطوات قوية بعد مأساة إسطنبول"، داعياً في الوقت ذاته "الرياض إلى تحمل مسؤولياتها وإسقاط جميع التهم الموجهة إلى الصحفيين الثلاثين المعتقلين بشكل تعسفي، مع مطالبة جميع بلدان مجموعة العشرين الأخرى إلى التدخل في هذا شأن".
يُذكر أن السعودية تقبع في المرتبة 172 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.